هل هذا شعار تزكية ومديح غير مبرر؟ أم أنه تميز الأجداد وطموح الأبناء سعيا للأفضل؟ لا شك أن سمعة العائلة الحسنة في المجتمع تعكس تاريخا تليدا وحاضرا مشرفا بناه الأجداد بحسن خلقهم وكريم عطائهم وإخلاصهم لدينهم وإسهاماتهم لمجتمعهم وتميزهم العلمي والعملي وسار على نهجهم الأبناء والأحفاد يتنافسون في حصد المراتب الأولى ويبرزون في كافة ميادين الحياة علما وعطاء وخلقا. فمنهم الأطباء والمهندسين المهرة والمعلمين وطلاب العلم البررة والقياديين والرياديين ذوي الخبرة.
فالتميز حالة ثقافية للعائلة أوجبت على كل فرد من أفرادها التزام سمتها والمحافظة على سمعتها، بل رفع صيتها بفعل المعروف وترك المنكر ليسهم في خيرية العائلة بل في خيرية الأمة، وكذلك في المقابل فإن سمعة العائلة من سمعة أفرادها فكرا مستنيرا وسلوكا قويما ونجاحا متميزا.
وفي تاريخ العائلة القريب والبعيد نماذج مشرفة وشخصيات مشرقة عززت سمعة العائلة إيجابا وسجلت إنجازاتها في وجدان الناس ونقشت حبهم في قلوبهم ورسمت صورهم في ذاكرتهم فلا تكاد تحضر مجلسا إلا ويأتي ذكرهم الطيب وسيرتهم العطرة وخلقهم النبيل وعطاءاتهم المتدفقة حتى بعد مماتهم يرحمهم الله. الحفاظ على هذا الإرث العظيم للأجداد ومواصلة مسيرة العطاء والتميز مسؤولية عظيمة تقع على عاتق الأجيال الحاضرة والمستقبلة.
ومن هذا المنبر أدعو إلى إصدار كتاب للنماذج المشرفة للعائلة وفاء وتكريما لهم ونبراسا ومثالا للأجيال القادمة. وأختم بالإجابة على التساؤل الذي بدأت به هل الشعار مديح ام طموح؟ الإجابة تكمن في فكر وميول وسلوك المجيب! فالتميز يبدأ بك وينتهي إليك ابن العم الكريم!