الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم وأبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد
أولاً أشكر موقع عائلة الشيحة المميزين الذي دعوني لكتابة هذا المقال عن العطاء نسأل الله أن ينفع به الجميع .
العطاء والبذل والتطوع جميعهم بنفس المعنى ..
والعطاء قد يعرف بأن تعطي بلا مقابل وتقدم لغيرك ما تجود به نفسك من غير سؤالهم إياك.
وللعطاء أنواع كثيرة ، وعلى سبيل المثال لا الحصر قد يعطي الإنسان :
- ابتسامة : كما قال صلى الله عليه وسلم ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) .
- الاهتمام : فعندما يهتم إنسان بك فهو يعطيك عطاء جزيل وأنا اشيد بعائلة الشيحة أن يهتم كلٌ بالآخر.
- الصدق : وهو أن تعطي الكلام الطيب الصادق فهذا نوع من أنوع العطاء.
- الإخلاص : وهو أن تعمل بإخلاص وهو عمل قلبي أن تعطي بإخلاص.
- المساعدة عند الحاجة : سواءً كانت مساعدة مادية أو معنوية أو مساعدة بالجاه أو غير ذلك.
- الدعاء : وهذا نوع من أنواع العطاء الخفي الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ، فعندما تدعوا لعائلتك أو زملائك أو من تحب فأنت تعطيه عطاء كبيرا جداً بحيث تدعو الله سبحانه وتعالى لهذا الشخص بأن تعطيه همك واهتمامك.
يقول الله سبحانه وتعالى ( وما تنفقوا من شيء فهو يخلفه ) ، أي مهما قدم الإنسان من عطاء .. سواءً كان ذلك عطاءً مادياً أو معنوياً أو أي نوع من أنواع العطاء فإن الله يخلفه عليه بأكثر لأننا نتعامل مع الكريم سبحانه وتعالى.
والعطاء ليس حصراً للناس المقربين منا فقط ، بل أنت تعطي كل شخص يحتاج لعطائك بعيداً عن العلاقات أو المنازعات ، وتنزع من قلبك كل حقد وأن تعطي بحب أي نوع من أنواع العطاء.
والحقيقة أن للعطاء متعة وهذه المتعة تكمن أن تعطي بلا مقابل ودون شكر أحد ، يجب أن لا نعيش من أجل أنفسنا فقط ولا ننظر إلى قيمة ما نعطي بل ننظر إلى مقدار ما سيحدثه من أثر ومدى تأثير هذا العطاء .. والعطاء وقت الحاجة تكون هذه العطية مضاعفة بإذن الله تعالى.
7. التطوع : ببذل الوقت أو الفكر أو النفس أو المال هو أيضاً نوع من أنواع العطاء ، فالرجل المثالي يشعر بالمتعة في إسداء المعروف للآخرين ، وأنت في الحقيقة عندما تعطي أنت تأخذ .. تأخذ من الذين تعطيهم مشاعرهم الكبيرة وأحاسيسهم المرهفة ودعواتهم الصادقة وقبل ذلك الأجر العظيم من الله عز وجل.
يقول الشيخ الطنطاوي إذا شئتم أن تذوقوا أجمل لذائذ الدنيا وأحلى أفراح القلوب فجودوا بالحب كما تجودون بالمال.
وهناك أيضاً مثل ألماني يقول : العطاء مهنة الغني.
ويقول الأسبان : العطاء شرف والأخذ ألم.
وقد قيل : لا قيمة لعطائك إن لم يكن جزءًا من ذاتك ، فطريقة العطاء أيضاً مهمة فهي أن تعطي أفضل ما لديك ، يقول الله عز وجل (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم)
وقد قيل : مثل ما يعود النهر إلى البحر فكذلك عطاء الإنسان يعود إليه ، فقدم العطاء ولا تتذكر ما أعطيت.
نحن قد نعطي دون حب ولكن لا يمكن أن نحب دون عطاء ، فالهدايا تفتت الصخور وقيمة العطية في توقيتها وفي أثرها ، وكل ما أنفقته خسرته وكل ما أعطيته ربحته ، ومهما كان عطاؤك فأعط بسرعة فمن يعطي بسرعة يعطي مرتين.
8. وأيضاً من أنواع العطاء الصبر فما أعطي أحد عطاءً خيراً أوسع من الصبر .. والعطاء كما قيل هو أول عطر يخرج من شجرة الحب.
حجم الإنسان عند الله عز وجل بحجم عمله الصالح وقد قال الله سبحانه وتعالى (ولكل درجات مما عملوا) فالإيمان يحث على طاعة الله ، وطاعته سبحانه وتعالى في الازدياد من العمل الصالح ، ومن الأعمال الصالحة البذل والعطاء والتطوع ، والعطاء سمة المؤمن الأساسية ، ويسعد بها المؤمن.
ونصيحتي في الأخير لعائلة الشيحة أن يعطوا معنوياً ومادياً .. أعطوا من وقتكم .. من مالكم .. من علمكم .. من جاهكم .. من جهدكم .. مما تملكونه ومما أتاكم الله من فضله ، فما تعطونه يخلفه الله عليكم.
نسأل الله أن يوفق عائلة الشيحة وأن يعينهم وأن يدلهم لكل خير وأن يقبلنا في هذا الشهر الفضيل وأن يعتق رقابنا أجمعين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.
كتبه أخوكم
محمد بن عبدالله الشيحة
المدينة المنورة
27 رمضان 1438هـ
جميل، الله يجعلنا من المعطائين دائما 🌷
كلمات في منتهى الروعه 👍🏼
وأود اعقب على الخاطرة بقوله تعالى :(فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)