لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة أضافت الكثير من المفيد على طريقة حياتنا اليومية، فأصبح من السهل جدا عمل أشياء كثيرة كانت صعبة بالسابق، مثل أن تصل أقاربك وتعرف أخبارهم وأن تسلم عليهم أو تبارك لهم أو أن تواسيهم. وأن تتواصل بالصوت والصورة لنقل معلومات ووثائق كان من الصعب نقلها سابقاً. كما تستطيع أن تتفاعل وتشارك برأيك مباشرة على مواضيع أو خدمات كثيرة.
هذه الاستخدامات أثرت إيجابياً أيضاً وبطريقة غير مباشرة على عدة خدمات أخرى، مثل تحسين مستوى مختلف مقدمي الخدمات لكي يتحاشوا الآراء السلبية من خلال وسائل التواصل الاجتماعية التي تصل إلى شريحة كبيرة من العملاء.
ومع كل هذه الفوائد، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي (أو بالأحرى طريقة استخدامنا لها) قد تسبب أيضا بعض المضار على المستخدمين. ومن هذه المضار ما قد يضر بالأمن الشخصي أو المجتمعي، والتي قد يؤدي بعضها لجرائم تستحق العقاب القانوني كالسجن (لا سمح الله).
لمحاولة توضيح الموضوع بمثال بلغة الأرقام، فإن مركز جرائم الإنترنت، التابع لمركز التحقيقات الفيدرالي (FBI) في الولايات المتحدة الأمريكية، أوضح خلال تقريرهم السنوي لعام 2016، بأن أكثر من 18 ألف جريمة رقمية تم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلالها وتسببت بخسارة أكثر من 66 مليون دولار أمريكي (في المراجع رابط لهذا التقرير).
وسوف أستعرض أدناه بعض النصائح التي قد تساعد على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بأسلوب أكثر أمناً (على المجتمع وعلى الشخص):
النصيحة الأولى:
اسم المستخدم وكلمة المرور/السر (الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي) هما هويتك فحافظ عليهما جيدا، فعند سرقتهما (لا سمح الله) قد يتم استخدامهما باسمك بأعمال مشينة أو غير شرعية. وهذه النصيحة قد تكون أكثر أهمية عند استخدام وسيلة الاتصال لتمثيل شخصية نافذة أو جهة معينة. وهذه بعض النقاط للمساعدة في هذا المجال:
- لا تدخل على حساباتك في وسائل الاتصال الاجتماعي من أجهزة غير موثوقة. فهذه الأجهزة عرضة للإصابة بالبرامج الضارة التي تستطيع سرقة اسم المستخدم وكلمة السر الخاصة بك.
- تأكد من أن جهازك الذي تستخدمه كثيراً للدخول على وسائل التواصل الاجتماعي آمن. تفعيل الرقم السري (أو البصمة) لتشغيل الجهاز وعدم تنزيل التطبيقات الغير موثوقة من الأساليب الفعالة للحفاظ على جهازك آمناً.
- حاول دائماً استغلال وسائل الأمان التي يتم توفيرها عن طريق شركات التواصل الاجتماعي. فالكثير منها، مثل تويتر وجوجل، يدعمان أساليب تحقق من الهوية أكثر أمناً. كما يتم أيضاً توفير أحياناً خدمات أمنية خاصة للحسابات المستخدمة للجهات والشركات (Corporate Accounts). في المراجع بعض الروابط لشرح كيفية استخدام هذه الخدمات.
- أقرأ بتمعن الرسائل الأمنية التي تصلك من شركات التواصل الاجتماعي، فقد تكون إحدى هذه الشركات قد تعرضت للاختراق وتم سرقة كلمات المرور الخاصة بالعديد من المستخدمين، وفي هذه الحالة الشركة ترسل رسالة للمستخدمين المتأثرين من هذه الاختراق تحثهم على تعديل كلمات المرور الخاصة بهم. وعلى كل فينصح دائماً التغيير الدوري لكلمات المرور.
النصيحة الثانية:
حاول بقدر المستطاع عدم نشر أو مشاركة الأشياء الشخصية والخاصة بك عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فهذه المعلومات قد تستخدم فيما بعد، لانتحال شخصيتك أو محاولة التحايل عليك بطرق أكثر تأثيراً. فمثلاً، عندما تنشر رسالة تحتوي على رد من جهة تتعامل معها، فمن الممكن جداً أن يحاول أحدهم أن يتصل بك منتحلاً شخصية هذه الجهة ليحاول سرقة معلومات أكثر كرقم بطاقتك الائتمانية.
النصيحة الثالثة:
وضع إعدادات الخصوصية في وسائل التطبيق الاجتماعي على المستوى الأكثر خصوصية. وهذا قد يساعد كثيراً في تحاشي الكثير من الأخطاء عند الاستخدام. في المراجع بعض الروابط لشرح كيفية التعامل مع هذه الإعدادات.
النصيحة الرابعة:
عند استخدام تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي عبر الجوال (أو الجهاز المحمول/اللوحي)، ينصح بإقفال جميع الصلاحيات التي لا تستخدم بكثرة، وتفعيلها فقط عند الحاجة. فمثلاً، الكاميرا لا يتم استخدامها كثيراً (إلا إذا أردت إرسال صورة مباشرة)، فيستحسن إقفال هذه الصلاحية على تطبيقات التواصل الاجتماعي وتفعيلها فقط عندما تحتاجها. في المراجع روابط تشرح كيفية عمل هذه الإعدادات على نظامي أبل وجوجل أندرويد.
النصيحة الخامسة:
لا تصدق كل ما يقال في وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تساعد على نقل الأخبار والمعلومات الغير موثوقة. فالكثير مما يقال في وسائل الاتصال الاجتماعي غير موثوق المصدر وقد يكون له أهداف غير شرعية كالاحتيال على الآخرين ومحاولة سرقتهم، وهذا قد يكون له تبعات قانونية.
النصيحة السادسة:
علينا جميعاً اتباع الشرع والقانون عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. مع تأكدي من أن جميع أفراد عائلتنا -ولله الحمد- ممن يحتذى بهم في هذا المجال، إلا أن سهولة استخدام هذه الوسائل قد يكون سبباً للوقوع بأخطاء غير مقصودة ضد الشرع أو القانون. فعند استخدام هذه الوسائل يجب أن نتذكر دائماً بأنهما تحت طائلة الشرع والقانون. فمثلا، الكذب والقذف والسرقة كلها غير شرعية وغير قانونية عن طريق وسائل التواصل الاجتماعية أو غيرها. كما يرجى ملاحظة أنه قد يكون هناك أنواع جديدة من الجرائم خاصة بأنظمة المعلومات (التي تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي الرقمية جزءاً منها)، وفي المراجع رابط لنظام مكافحة جرائم المعلوماتية السعودي (الصادر في عام 1428 هـ).
المراجع:
1. تقرير مركز جرائم الإنترنت بالولايات المتحدة الأمريكية لعام 2016
https://www.ic3.gov/media/annualreport/2016_IC3Report.pdf
2. تفعيل نظام أكثر أمناً (النظام الثنائي) للتحقق من الهوية:
تويتر:
https://support.twitter.com/articles/20171414
فيسبوك:
https://www.facebook.com/help/148233965247823
جوجل:
https://support.google.com/accounts/answer/185839?hl=ar
أبل:
https://support.apple.com/en-us/HT204915
3. تعديل إعدادات الخصوصية:
تويتر:
https://support.twitter.com/articles/20171429
فيسبوك:
https://www.gcflearnfree.org/facebook101/adjusting-your-privacy-settings/1/
جوجل:
https://www.google.com/safetycenter/everyone/start/
أبل:
https://www.apple.com/privacy/manage-your-privacy/
4. تعديل صلاحيات التطبيقات:
جوجل أندرويد:
https://support.google.com/googleplay/answer/6270602?hl=en
أبل:
https://support.apple.com/en-in/HT203033
5. نظام مكافحة جرائم المعلوماتية السعودي:
http://www.mcit.gov.sa/Ar/AboutMcit/Regulations/Pages/CriminalLaws.aspx
جزاك الله خيرا أبا محمد على هذه المقالة المهمة خاصة في وقت كثرت فيه الاختراقات الأمنية والجرائم المعلوماتية .. أرجو الله أن يحفظ الجميع ..