مشروع شجرة العائلة
تم الاحتفال والاحتفاء بالانتهاء من مشروع إعداد شجرة العائلة واستولى على الجميع سعادة غامرة، وعلى أهمية الشجرة كرسم يبين المنتمين إليها أصلا وفرعا وتوثيقها للعلاقة العصبية بين أبناء العمومية، إلا أن ذلك لا يكفي ولابد من ترجمتها إلى تواصل حميمي فاعل وواقع معاش يحقق الهدف الأساس منها وهو التعارف والتواصل والتعاون والتكاتف اجتماعيا واقتصاديا.
ما بعد الشجرة
إن مفهوم العائلة الكبيرة لا يختزل في التشارك بالاسم الأخير، وإنما يلزم أن يكون هناك روح من التعاون والبذل والعطاء ما يمنح معنى حقيقيا ومقصدا نبيلا ومنطقيا للانتماء للعائلة. قوة العائلة بقوة تماسكها وتعاضدها ومستوى خلق أفرادها وثقافتها الجمعية. ماذا يعني لك اسم “الشيحة”؟ هذا هو التساؤل الذي يجب طرحه هنا لتتضح طبيعة العلاقة بين أبناء العمومة الكرام، هل هي علاقة شكلية من المجاملات تقف عند حال الاجتماعات واللقاءات والأحاديث الودية، ام هي أكثر من ذلك؟ لا شك أنه في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها، أصبح للعائلة دور مهم وكبير في مواجهة تلك التحديات. هل يصح أن يكون أحد أفراد العائلة يعاني من ضائقة مالية ولا يتم مساعدته؟ هل يعقل أن تصرف الزكاوات والصدقات على غير الأقارب من أصحاب الحاجات؟ لماذا لا يتم إنشاء وقف للعائلة ومن بيننا ممن اغناهم الله من أهل الصلاح وحب الخير؟ هذه تساؤلات مهمة وتبحث عن إجابات وأنتم أبناء العمومة من يملكها!
المرحلة الجديدة
لقد حان الوقت للانتقال لمرحلة جديدة في العلاقة المميزة بين أفراد العائلة، علاقة تتعدى اللقاءات وحفلات السمر الوقتية إلى فعل جماعي نصيب فيه بإذن الله خيري الدنيا والآخرة. ولعل إنشاء مجلس العائلة يكون انطلاقة لتنسيق الجهود والطاقات من خلال عمل مقنن مؤسسي يحقق المقاصد الكريمة من رسم شجرة العائلة ويبعث فيها الحياة. وفق الله الجميع للبذل والعطاء لنكون عائلة مميزة بتكاتفها وتضامنها، لتجذبنا إليها بما نجلبه إليها!